الأستاذ حيدر علي «قلمداران» رحمه الله
ولد حيدر علي «قلمداران» بن إسماعيل في سنة 1330هـ/ 1913م في قرية «ديزيجان» على بعد 55 كم من طريق قم- أراك من أعمال مدينة قم في أسرة فقيرة تشتغل بالزراعة.
توفيت أمُّه وهو ابن خمس سنوات، ولم يكن بإمكانه أن يسجل في الكتّاب عند امرأة إمام الحي التي كانت تدرّس الأبناء وبنات الحي؛ لأنه لايستطيع أن يدفع الأجرة الشهرية، وكان يقف خلف الباب ويستمع إلي دروس العجوزة، ومرّة حينما عجز الطلاب عن إجابة ما يسأله العجوزة وأجابه «قلمداران» الصغير من خلف الباب، فأجازته أن يحضر الدروس مجانا.
ووصل شغفه للتعليم إلي حد أنه كان يستفيد من الأوراق المطروحة في الشوارع بدل الكراسة ويستمرّ إلي دراسته.
وكان والده رجلا سريع الغضب ويخالف أن يحضر ابنه الحلقات التعليمية، توفي والده وهو ابن خمسة عشر سنة.
تزوّج «قلمداران» بعد مضي ثلاثين ربيعا من عمره، واستُخدم في مديرية الثقافة في مدينة «قم».
ولما نضج علمه وانبري في ميدان الثقافة بدأ يكتب في الجرائد منها: جريدة «استوار» و «سرچشمه» في مدينة قم ويومية «وظيفة» في مدينة طهران.
وكانت مجلة «يغما» أيضا تطبع الأشعار الرائعة والمقالات القيمة للأستاذ «قلمداران»، وكانت مجلة «الحكمة» تنشر المقالات الفقهية التي تكتبها الأستاذ، وآية الله «طالقاني» والمهندس «بازركان» كانا يكتبان في هذه المجلة.
كان كثير الشغف بالقراءة والبحث ومطالعة الكتب الإسلامية منذ صغره، وما لبث -وهو في ريعان الشباب- أن قرض الشعر وأصبح كاتباً في عدد من المجلات التي كانت تصدر في عصره في قم وطهران، وعمل في سلك التدريس في مدارس مدينة قم، وكان يسخِّر قلمه لكتابة المقالات الإسلامية التي يدافع فيها عن تعاليم الدين الحنيف، ويردّ على مخالفي الإسلام، ويدعو لإصلاح الأوضاع وإيقاظ همم المسلمين.
فمرّة طبع إدارة الثقافة في مدينة قم مقالا ينال من الحجاب الإسلامي، فكتب الأستاذ جوابا صارما لردّ هذه المقالة ونشرها في مجلة «استوار». فغضب رئيس إدارة الثقافة في قم علي الأستاذ وهدده بالإخراج من الإدارة أمام الجمع.
يقول الأستاذ: فاستأذنت ووقفت أمام المنصة الخطابية وأجبت علي كلامه السخيف وتهديداته الواهية، وانتهت الجلسة بعد كلامي، ولم يستطع أن يفعل شيئا؛ بل بحمد الله نُقل إلي مدينة أخري.
معرفة «قلمداران» بالشخصيات المعاصرة
1- العلامة الشيخ محمد «الخالصي» من العلماء المجاهدين في العراق، بدأت معرفة الأستاذ بالعلامة الخالصي بسبب ترجمة كتابه «المعارف المحمدية»، واستمرّت بعد ترجمة كتاب «الإسلام سبيل السعادة والسلام» وكتاب إحياء الشريعة في ثلاث مجلدات والآثار الأخري للعلامة الخالصي.
وتعقبت هذه الأعمال الثقافية إرسال الرسائل واللقاء بين الأستاذ والعلامة؛ حتي أن السيد الخالصي تأثر بأفكار الأستاذ المنوِّرة الإصلاحية، ونستطيع أن نشاهد علائم هذا التغيير في الآثار التي نشرها الخالصي فيما بعد، وكذا نري هذا التاثير المشهود من المقدمة التي كتبها العلامة الخالصي علي كتاب «أرمغان آسمان = تحفة السماء» للأستاذ «قلمداران»، وهو يكتب:
شابٌّ مثل الأستاذ حيدر علي«قلمداران» في عصر الغفلة وتجاهل المسلمين، وفي عصر ينسي المسلمون التعاليم الإسلامية؛ بل في عصر الجاهلية يوضح الحقائق الإسلامية وينشرها بالشجاعة التامة وبدون أي خوف بين المعاندين الجهال، فكيف نستطيع أن نشكر هذه النعمة العظيمة؟!.
تأثّر المؤلف كثيراً بالمرجع الشيعي المصلح آيـة اللـه الشيـخ محمد مهدي الخالصي (رحمه الله) وقام بترجمة أغلب كتبه إلى الفارسية، لكنه تجاوز شيخه الخالصي بخطوات أكثر انفتاحاً وخرج عن إجماع الإماميّة في بعض المسائل كنفيه وجوب أداء خمس المكاسب والأرباح، وقوله بأن الأئمة الاثني عشر ليس منصوصاً عليهم من قبل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل هم علماء ربانيون وفقهاء مجتهدون فحسب، وأفضل أهل عصرهم وأولاهم بالاتباع، وألف في هذا الموضوع كتابه الشهير «طريق الاتحاد» وقد تعرض بعد نشره إلى محاولة اغتيال فاشلة من بعض المتعصبين الغلاة.
كما قال قلمداران بأنه لا ثبوت لإمامٍ غائبٍ مستترٍ إلى الآن ولا رجعة ولا عصمة مطلقة لأحد إلا عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالات ربه، ورأى كذلك من خلال دراسته لتاريخ زيارة القبور في الإسلام، عدم صحة نصب القباب وإقامة الأضرحة على قبور الصالحين سواء من أئمة آل البيت أو أولادهم وجعلها مزارات يحج لها الناس ويطوفون بها داعين مستغيثين ورأى ذلك من مظاهر الشرك في العبادة، وألف في ذلك كتابه «بحث حول زيارة المزارات».
التقي الأستاذ «قلمداران» في أسفاره إلي بعض المدن العراقية وخاصة مدينة كربلاء بكاشف الغطاء و هبة الدين الشهرستاني مؤلف كتاب «الهيئة والإسلام» وهما من العلماء الأكابر عند الشيعة الإثني عشرية وتعرّف بهما من قريب، وكان يراسل العلامة الخالصي وأحيانا الشهرستاني يناقشه بعض المسائل الكلامية.
2- المهندس مهدي «بازركان»: الأستاذ بنفسه ينقل لنا كيف تعرّف علي المهندس بازركان، ويقول: بينما كنت واقفا علي الشارع بين القرية ومدينة قم وأنتظر إتيان الحافلة الجماعية وكنت أقرأ كتابا كي أستفيد ولاأضيع وقتي بالانتظار، مرّت سيارة من أمامي وفيها بضعة أشخاص، ثم وقفت السيارة ورجعت إلي الخلف ووقفت أمامي، والركاب طلبوا مني أن أركب معهم.
وأثناء الطريق انتبهتُ أن أحد الركاب هو المهندس بازركان (أول رئيس الوزراء في إيران بعد الثورة)، وهو كان رئيس «صنعة النفط» آنذاك (سنة 1370 أو 1371 هـ) وقد كان يرجع من مدينة آبادن(عبادان) أثناء مهمة رسمية للأمور المتعلقة بالنفط.
وقال السيد بازركان لي: تعجبتُ جدا، لما رأيت شخصا قرويا يغرق في المطالعة وهو ينتظر الحافلة.
وهذا الإتفاق كان السبب الرئيسي للودّ والمحبة بيننا حتي أن السيد بازركان استفاد كثيرا من كتاب «الحكومة في الإسلام» في تأليف كتابه «البعثة الإيديالوجية». وكان السيد بازركان معجبا بكتاب «ارمغان آسمان= رسالة السماء» تأليف الأستاذ «قلمداران» ووصفه بالدكتور علي «الشريعتي».
وبعدما أطلق الأستاذ من السجن زاره المهندس بازركان أربع مرات في بيته في مدينة قم.
3- الدكتور علي شريعتي: رأي كتاب «ارمغان الهي» تأليف الأستاذ «قلمداران»، وبعدما سمع عن كتاب «ارمغان آسمان» من الباحثين والمفكرين وأساتذة الجامعات، وخاصة من المهندس بازركان، تأثر أكثر فأكثر بالأفكار المنوِّرة الإصلاحية التي يحملها الأستاذ «قلمداران»، وأرسل رسائل من مدينة باريس الفرنسية إلي الأستاذ.
ولما رجع الدكتور شريعتي إلي إيران تذكر إلي أحد أصدقائه وهو الدكتور «أخروي» الذي كان يعرف «قلمداران» من قريب، أن لقلمداران دور كبير في إتجاهاتي الفكرية وأشتاقُ لرؤيته فهلا يسرتم لي هذا اللقاء، ولكن مات الشريعتي ولم يصل إلي هذه البغية.
4- مرتضي «مطهري»: وكان من المعجبين بقلمداران، ولكن خاف اللوم من الآخرين ولم يظهر علاقته بالأستاذ. وكما قال السيد «قلمداران» أن المطهري قال له مرة حينما التقيا في أحد الشوارع: قرأت كتاب «ارمغان آسمان» ووجدته كتابا رائعا.
حادثة إغتيال الأستاذ «قلمداران» والحوادث المؤلمة الأخري في حياته
وحينما نشر الأستاذ «قلمداران» كتابه طريق الإتحاد (دراسة نصوص الإمامة) -قبيل ثورة الخميني- أرسل الشيخ مرتضي حائري نجل آية الله الشيخ عبدالكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية قي قم رجلا عند الأستاذ وطلب منه أن يأتيه بيته، ولما ذهب الأستاذ إلي بيت الحائري، قال له الحائري: أ أنت ألفت كتاب «نصوص الإمامة»؟ فأجاب الأستاذ: أنا لاأقول أنا لم أكتبه! ولكن لا يري اسمي علي الكتاب. قال له الحائري: يمكن أن تُقتل بسبب تأليف هذا الكتاب! قال الأستاذ: ما أسعدني! لو اُقتل من أجل عقيدتي، ثم قال له الحائري: لو بإمكانك أن تجمع الكتاب من السوق فافعل، ثم ادفنه أو أحرقه. فأجاب الأستاذ: ليس هذا بإمكاني، طبعه رجلٌ آخر ونشره، وأنت لو بإمكانك اشتر جميع النسخ واحرقها، ومن جانب آخر يطبع آلاف الكتب للدعاية للشيوعية وتبليغ البهائية، فلماذا لا تقفون أمام هذه الكتب ومؤلفيها؟!.
وبعدما مضى بضعة أشهر من ثورة الخميني، وفي ليلة العشرين من شهر رمضان المبارك وكان الأستاذ على عادته يأتي هذا الشهر إلى مسقط رأسه ويقيم فيها، دخل رجلٌ عميل -أرسله المتعصبون الجهال- بيتَ الأستاذ في منتصف الليل واغتاله وهو نائم، ثم فرّ، ولكن مع أن الفاصلة كانت قريبة جرح الرصاصُ بشرةَ الرقبة ودخل سطح الغرفة.
ونُقل عن الأستاذ أنه قبل يوم من حادثة الاغتيال جاءه رجلٌ من مدينة قم وسأله عن آرائه وعقائده، وكذا سأله عن الكتاب أيضا!.
مما لاشك فيه أن تأليف كتاب الخمس وطريق الإتحاد من الأسباب الرئيسية لاغتياله هذا.
علي كل حال، لم يشأ الله أن يقتل الأستاذ، وبعد هذا الحادث كان يأتي القرية ويداوم على أنشطته كما في السابق.
وشرح حادثة الاغتيال: أن ثلاثة أو أربعة أشخاص راكبين في سيارة دخلوا القرية في ليلة العشرين من شهر رمضان، وأوقفوا السيارة على جسر القرية جاهزة ومستعدة للفرار السريع. ويدخل إثنان منهم منتصف الليل بيتَ الأستاذ ويكمنان في حديقة البيت بين الأشجار، وأبناء الأستاذ يقفلون الباب مرات عديدة من الداخل، ولكن يرون مع العجب أن الباب مفتوح ولكن لاينتبهون أصلا إلى الكارثة التي تنتظرهم. وفي منتصف الليل بعدما يرى المهاجمون أن الكل قد ناموا، يدخل الضارب مع المصباح الكاشف ومع مسدّسه غرفة النوم الخاصة للأستاذ. وكانت زوجة الأستاذ ترهق كثيرا ذاك الليلة ولا تستطيع أن تنام، وحينما ترى الوارد تظن أن ابنه علي قد دخل فتنادي: علي!
ويخاف المغتيل ويطلق النار بسرعة على الأستاذ ويفرّ من البيت، وزوجة الأستاذ كانت تصرخ ولاتستطيع أن تتكلم من شدّة الفزع.
وكذا الأولاد بعدما سمعوا صوت الطلقة النارية كانوا يصرخون ويقولون: قتلوا الحاجَ السيد، واجتمع أهالي القرية ونقلوا الأستاذ من القرية إلي مدينة قم ودخلوه في مستشفي «كامكار». وبعد أيام جاء شابٌّ ومن ظاهره أنه من طلبة العلم وسأل عن الأستاذ، ويتابعه ابن السيد «قلمداران» ويري أنه دخل إحدى الحوزات العلمية في محلة «يخجال قاضي» في مدينة قم.
2- والحادثة المؤلمة الأخرى التي أثرت على حياة الأستاذ هي وفاة أحد أبناءه في سنة 1360شـ/ 1399هـ وتألم الأستاذ كثيرا بسبب هذا الحادث المؤسف، حتى انجرّ إلى السكتة الدماغية عند الأستاذ، ولم يستطع أن يستمر التأليف ولكن لم يترك القراءة إلى حد الإمكان.
3- الحادثة المؤسفة الأخرى في حياة السيد «قلمداران» هو سجنه في سجن «ساحل» قم.
ذكر الأستاذ هذه الواقعة وقال: وفي أحد الأيام كنت على سرير المستشفي إثر السكتتين، فجاء رجلان من قبل محكمة الثورة واعتقلاني باتهام معارضة الثورة، وظفرا علي بعض كتبي ونقلاني إلى السجن، وحتى أنهما لم يسمحا لي بأخذ الأدوية التي كنت أحتاج، وكنت في ذاك الوقت مصابا بأمراض خطيرة وحتى أنني لم أستطع أن أسيطر على بولي، وكنت أحمل الجهاز الخاص للمواقع الضرورية. وفي السجن لم يكن معي إلا بطانية صغيرة، وكانت زجاج الغرفة مكسورة، وحتى الفجر عانيت من البرد القاسي. وأنني لم أستطيع أن أقتني العَشاء؛ لأن بقية المسجونين نهبوا الطعام. فقط أحد المسجونين ناولني بقية طعامه. ولما رأيت الوضع في السجن نويت الصيام من فجر اليوم التالي.
وأولادي ذهبوا إلي بيت آية الله المنتظري وكان آنذاك نائبا عن الخميني (وجديرٌ بالذكر أنه كان بين آية الله المنتظري وبين الأستاذ «قلمداران» معرفة قديمة وكان الأستاذ يقول: أن آية الله المنتظري كان يدرّس كتابي «الحكومة في الإسلام» في نجف آباد إصبهان)، وفي الصباح رأيت أن بعض حراس الثورة دخلوا السجن مضطربين وقدموا الاعتذار وأخرجوني من السجن واتصلوا بأبنائي كي يحضروا لي بعض الألبسة، ثم رهنوا وثيقة استملاك البيت وأطلقوني.
الآن تصوروا لولا فضل الله ثم ولو لم يكن العلاقات الودية بين الأستاذ وبين آية الله المنتظري كيف تتعامل الثورة وحراسها معه؟!.
وجديرٌ بالذكر أن إدارة الثقافة في قم أقامت معرضا باسم «مجاهدتهاي خاموش = المجاهدات الصامتة» في هذه المدينة ووضعوا بعض كتب الأستاذ علي مرأي الناس كأن هذه الكتب تحمل الأفكار والعقائد الانحرافية، كما أنهم وضعوا بعض الوثائق والمستندات ضد آية الله المنتظري في هذا المعرض أيضا.
الخلق الرفيع عند الأستاذ «قلمداران» وحرّيته
كان رحمه الله طوال حياته رجلا صادقا، عفيفا، صادق الوعد، عابدا، زاهدا، شجاعا، سخيا وصريحا. وجميع من كان لهم صلة بالأستاذ يبجلونه ويعرفون عنه أنه رجل عظيم، بسيط العيش، بعيد عن الرياء والتكلفات الإجتماعية وغير معتني بالطعام واللباس؛ كأنه اقتدى بالأخلاق الحسنة بأكابر الدين الحنيف، وكانت حياته تشبه حياة السلف وقائدي الأمة الإسلامية.
ومع أنه كان رجلا ذاع صيته الآفاق ويستطيع أن يقفز المدارج الحكومية الرفيعة ويتوفر لنفسه ولأسرته حياة مرفهة، ولكن زهده في الدنيا منعه من أن يذبح العلم والتقوى أمام التقية والخرافات والأباطيل المروّجة في البيئة الإيرانية؛ بل هو وقف مع الحق صامدا ورفض الأمتعة المادية الحقيرة. يا له من سعادة!
الآثار العلمية وتأليفات الأستاذ «قلمداران»
فإضافة إلى المقالات والبحوث التي كان الأستاذ يكتبها في الجرائد والمجلات المختلفة، ترك لنا أيضا ثروة ثمينة من الكتب؛ ألف بعضها وترجم البعض الآخر من العربية إلي الفارسية، وكلها كتب نفيسة، منها:
1- ترجمة كتاب «المعارف المحمدية» وهذا الكتاب من آثار العلامة الخالصي، وقدم ترجم وطبع قبل سنة 1335 حسب التقويم الإيراني.
2- ترجمة كتاب «إحياء الشريعة» تأليف الخالصي، وكان كرسالة يوضح فيها العلامة الخالصي بعض المسائل الفقهية، وترجمه الأستاذ بعنوان: «آئين جاويدان» وطبعه.
3- «آيين دين يا أحكام اسلام» ترجمة كتاب «الإسلام سبيل السعادة والسلام» وهذا الكتاب أيضا من مؤلفات العلامة الخالصي، وترجمه الأستاذ «قلمداران» وطبعه في سنة 1376هـ.
4- تأليف كتاب «أرمغان آسمان = رسالة السماء» المشهور في سنة 1961م. وهذا الكتاب قد نشره من قَبل ضمن سلسلة مقالات في جريدة «الوظيفة».
5- «ارمغان إلهي» في إثبات وجوب صلاة الجمعة، وهذا الكتاب ترجمة لكتاب «الجمعة» تأليف العلامة الخالصي.
6- رسالة في الحج أو المؤتمر الإسلامي العظيم في سنة 1362هـ.
7- رسالة «الاستملاك في إيران من وجهة النظر الإسلامي»، وهذا الكتاب مخطوط بخطه ولم يطبع إلى الآن.
8- قيام الإمام الحسين عليه السلام.
9- تأليف المجلد الأول من كتاب نفيس باسم «حكومت در اسلام = الحكومة في الإسلام» ودرس أهمية الحكومة وكيفية تأسيسها في ضمن 68 مبحثا، ولم يكتب مثله مِن قبل في إيران، بل وإلى الآن ليس لهذا الكتاب نظير في المحافل العلمية في إيران.
وسُمع من الأستاذ أنه قال: كان آية الله المنتظري يدرّس هذا الكتاب في نجف آباد إصبهان قبل ثورة الخميني.
وبين الأستاذ السبب الدافع لتأليف هذا الكتاب وقال: رأيت في المنام ليلة الإثنين السابع والعشرين من شهر محرم سنة 1384من الهجرة أنني مع بعض الإخوة في كربلاء، وكأنه توفي الحسين وأنا لابدّ أن أغسل جثمانه وسائر الإخوة يساعدونني في هذا المهام، فتهيأت نفسي وقصدت الوضوء قبل كل شيء. فاستيقظت من النوم. وعبّرتُ نومي بأني سأغسل وجه الإسلام من الخرافات والأوهام بتأليف هذا الكتاب والكتب الأخرى وأظهر للناس الوجه الحقيقي الساطع للإسلام. فشكرا لهذه النعمة بدأت بصلاة قيام الليل، والحمد لله.
ثم من الغد بدأت بتأليف هذا الكتاب وكنت في قرية «ديزيجان» في العطلة الصيفية.
10- رسالة «هل هؤلاء مسلمون؟»، هذا الكتيب الصغير ترجمة لوصية العلامة الخالصي في المستشفي سنة 1377هـ وقد أملاه سكرتيره، ثم طبع بعنوان: «هل هم مسلمون؟» وفي ضمنه رسالة قصيرة باسم: «ايران در آتش ناداني = إيران في نار الجهل» وهي ترجمة بعض المواضع من كتاب «شر وفتنة الجهل في إيران» من مؤلفات العلامة الخالصي.
11- مجموعة «راه نجات از شر غلات = طريق النجاة من شر الغلاة» في خمس مجلدات يشتمل علي المباحث التالية: 1- علم الغيب، 2- الإمامة، 3- بحث في الولاية وحقيقتها (لم يطبع بعد)، 4- بحث في الشفاعة، 5- بحث في الغلو والغلاة وطبع ضمن بحث الشفاعة، 6- بحث في حقيقة الزيارة وعمارة المقابر وطبع باسم «الزيارة وزيارتنامه». (طبع بآلة قديمة تقريبا 50 نسخة و نشر بين محبي قلمداران فقط)
12- كتاب «الزكاة» وطبع بمساعدة المهندس بازركان في شركة الأسهم، ومنعت السلطة الدينية نشر هذا الكتاب إلى حين.
13- كتاب «الخمس» ألفه الأستاذ بعد كتاب الزكاة، ولم يطبع هذا الكتاب لأن الحوزات وعلماء الشيعة لهم حساسية خاصة حول هذا الموضوع، ونسخه بعض زملاء الأستاذ بالآلة الكاتبة في إصفهان ونشروه، وكتب آية الله «ناصر مكارم شيرازي» و «رضا استادي» وغيرهما ردودا على هذا الكتاب القيم، وأجاب الأستاذ «قلمداران» جميع هذا الردود وضمها مع كتاب الخمس.
14- كتاب «شاهراه اتحاد = طريق الإتحاد»، ومن المعلوم أن الشيعة تشتعل بسرعة عند سماع مسألة الإمامة. وهذا الكتاب اشتمل علي مباحث الإمامة ووقائع بعد رحلة الرسول، واجتماع الصحابة في سقيفة بنيساعدة، وموضوع الخلافة والإمامة.
وهذا الكتاب نُشر من قِبَل بعض زملاء الأستاذ بتعداد يسير.
15- كتب «ذبيح الله محلاتي» من الرجال المذهبية عند الشيعة قبل ثورة الخميني بعدّة أعوام رسالة باسم «ضرب شمشير بر منكر غدير = ضربة السيف على منكر الغدير» ودرج في رسالته مباحث زيفة تخالف الحق والعقل. فأجابه الأستاذ «قلمداران» برسالة «پاسخ يك دهاتي به آية الله محلاتي = جواب من رجل قروي إلى آية الله المحلاتي».
16- المجلد الثاني من كتاب «الحكومة في الإسلام» ودرس فيه مهام الحكومة الإسلامية والحاكم المسلم.
17- رسالة «سنة الرسول من عترة الرسول ص»
وهذا كان نموذج مختصر عن مؤلفات الأستاذ «قلمداران».
ومن اللائق بالذكر، بالإضافة إلى المؤلفات والمصنفات، ترجمةِ الكتب ونشر المقالات والبحوث الدينية والذب عن حوزة الدين، كان الأستاذ يلقي الخطب والدروس الدينية والثقافية العديدة في طهران (مسجد كذر وزير دفتر أيام آية الله البرقعي) وفي تبريز وإصبهان، وكذا ألقى خطبة مهمة في صحن قبر الحسين في كربلاء حينما زارها، وطبع هذه الخطبة مع كتاب «زيارت و زيارتنامه».
توفي هذا العالم النحرير في يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1409هـ وقد مضى من عمره 76سنة بعدما تحمل المشاق والمتاعب في سبيل نشر الحقائق الإسلامية والوقوف أمام البدع والخرافات الموجودة في المجتمع، وكان عمره ستّ وسبعون سنة، ودفن عصر ذلك اليوم بعدما حضر بعض أصدقائه وتلاميذه جنازته.
وكان حفلا بسيطا خاليا عن جميع مظاهر البدعة المروّجة في المجتمع الإيراني، وقد صلى عليه العلامة الموحد مصطفى حسيني طباطبائي.
فرضي الله عنه وعن سائر الدعاة المصلحين.